الجمعة، 7 أكتوبر 2016

عباس يدفن التاريخ ... و بيرز بعد الموت يصنعه


بداية اقول فيك يا عباس هذه الابيات :
عباس رويدك فدمعك غالي     فكيف يراق على المجرمين
عباس وجع  فؤداك أعياني      فكيف إذا توجعت على الظالمين
عباس ضميرك واليته الثرى     وإنّ بقى حيا في عيون الخائنين
عباس إدفع باب التاريخ رويدا    وادخل في مزابله و السالكين
عباس تعساً فلا نلت مزناً      و لا عشت في خندق الثائرين
ربما هذه ألطف عبارات أكتبها على رجل باع كل مبادئ الإنسانية ، وإرتد بتاريخه الى قوائم النجاسة السياسية  و الفكرية ، و أبدى تضامناً ... بل ودمعاً حَزناً على مجرم سطر تاريخه بدم الأبرياء ، و ولغ فيه ولوغ الكلب العطشان ، فكان جنديا وفياً للخراب في عصابات " الهاجانا " المتطرفة ، و معطي الضوء الأخضر لتنفيذ مجزرة قانا التي راح ضحيتها الأبرياء من الأطفال و النساء ، و متورط في مذبحة جنين...وغيرها من الجرائم ، فهو بحق مجرم حرب بلغة القانونيين ، و فوق هذا هو من بين مؤسسي الكيان الصهيوني الغاصب الخارج عن كل الأعراف السياسية و العلاقات الودية .
شيمون بيرز ليس رجل عادي لتبكي عليه الثكالى ... إنّه رمز لدولة ، و جنازته الرسمية عملية لإضفاء الشرعية على دولة اليهود المارقة ... و الحاضرين إليها – و من بينهم عباس – مُصادقين على شرعية وجودها على أرضٍ ليست لها و لن تكون لها مادامت عقيدة التوحيد تجري في عروقنا... فكيف يُبكى على هذا الرجل!
البكاء عليه هو بكاء لصالح اسرائيل كدولة، و الدمع المتساقط عليه يرجح  كفتها على الساحة الدولية ، و حضور الجنازة في حد ذاتها منكر عظيم وهدم لحقوق المظلومين... و البكاء فيها أعظم معصية .
لم يبكي عباس على بيرز فقط ... بل بكى على ضميره الذي  ألف خيانته  لكل جميل ، و إرتداده عن كل نهجٍ قويم... و إعتناقه لكل مبدأ فاسد مأجور.  
إنتهت الجنازة - و سبحان مقدر الأقدار فقد تزامنت مع ذكرى مقتل الطفل الشهيد محمد درّة - و لم تكن نهايتها كباقي الجنائز... نهاية فريدة بحق....الهالك بيرز في جهنم و بئس المصير ...وعباس يُكتب في سجل الخيانة.....يَدفن بيرز و يَدفن معه تاريخه كسياسي ، و يدفن أيضاً  شرعية الحكومة الفلسطينية الحالية ....فعظم الله أجر الفلسطينيين في عباس ، و إنا لله و إن إليه راجعون.

ابوعاصم الجزائري



1 التعليقات: