الكراهية لم تعد سرا

نبذة عن الموضوع حين شك اكثر المتتبعين و توقعوا ان تدور بوصلة الرئاسة بإتجاه السيدة صاحبة شعار "امريكا للجميع"

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

من حقي أن أعبّر...فلما تحرموني؟


كم كانت فرحتي لا توصف قبل ذلك التاريخ ...و كأنه بداية ميلاد كاتب غير منتظم...اسمه المدون حيث لا قواعد تحكمه حروفه  و لا حدود تضبط أفكاره ...فهو يمارس طقوس الكتابة خارج هذا العالم المفبرك بأكاذيب عدّة...و هو لا يحتاج ليُرى براعة تحليقه في سماء التدوين إلا منصة  تحيطها الاضواء من كل جانب حتى يُظن ان ابرة الخياط فيها كومة قشٍ كبيرة اذا لم تُعثرك لا تجاوز نظرك.
اعود لذلك التاريخ وهو تاريخ انطلاق الكتابة على "مدونات الجزيرة" الذي انتظرناه بصبر لعلنا نجد من يوصل أصواتنا لمن يبحث عن فكرة – أية فكرة – وبشغف تتبعنا الطيف... تتبعناه كما يتبع الظل صاحبه...واعلنت البداية فأعلنا  الحياة في ظلال الاقلام ...بدأنا التدوين الحربشغف...وعقدنا قراننا على اوراق الكتابة البيضاء...وأقلام الرصاص تداعبها كل لحظة...و الاهل يشهدون على زيجتنا المشبوهة التي عزلتنا عنهم بعض الوقت.
أرسلنا المقال الاول دون أن نقرأ الفاتحة...ثم الثاني الذي عصرنا فيه لباب عقولنا...و الثالث زخرفناه بما جادت به اللغة العربية من بدائع...فهذا سجع يميل بالجمل لحد التراقص...وهذه كناية تنافس الالغاز...وهذا تعبير بسيط لا يخل بالمعنى وهذا...وهذا
ثم جلسنا عند حواسيبنا خاشعين ...ننتظر الرد...و فتحنا البريد الالكتروني الذي عشعشت على أطرافه خيوط العناكب الرقمية دهرا طويلا...نترقب جملة ألفناها في التدوينات القصيرة " يسر موقع مدونات الجزيرة اعلامكم بأنه تم نشر تدوينتكم" لنحس ذاك الاحساس الذي لا نستطيع التعبير عنه.
ثم ماذا ...لا حلم جميل عند الجزيرة... المقال الاول منشور... المقال الثاني مهجور- لا ردود حول مصيره المجهول كمصير الشعوب العربية المغلوبة....المقال الثالث مفقود لم نعثر له على خبر – لعل أحد أجهزة الاستخبارات العربية خطفته و هو قابع في أحد زنازينها هذه اللحظة- و المقال الرابع ربما لم يجد عنوان الجزيرة أصلا...ثم بدأت دقات الساعة تتسارع معلنة موعد ايقاض هذا الطامح من حلمه الجميل.
لكن ساعة النهاية لم تحن بعد...فاللسان طويل و الاصابع تتحرك و المداد لم يجف بعد...و لا نظنه يجف يوما و ارواحنا تجوب الاضلع...ولن يسكت هذا القلم الا وجاءت سكرة الموت بالحق.
         



الاثنين، 12 ديسمبر 2016

دموع أمي الغالية ...!


ها هي السنوات تمضي مسرعة سرعة عدائيّ السباقات القصيرة ، تسابق أنفاسي في مضمار الحياة....و تُقلب صفحاتها التي أضحت بحجم كبير .... و كبرت بكبرها الآم والأحزان.... دخلت مرحلة الشباب العمرية مُثقلٌ بإلتزامات عدّة .... سيرتي الذاتية ذاقت بشهادات دراسية في مجتمع يُسبح بقدسية الدينار و حمد الدرهم ... كما أتشبع بغريبٍ اسمه الأخلاق .... و اُصاحب صديق مصاحبة الظل يسمونه الإفلاس .... يُشار اليّ بالبنان  مع كل روحة.... "هاهو داهية العصر" .... ثم خلسةً يضحكون و يُدونون سيرتي في قصائد الهجاء .... وربما قصوها على أطفالهم قبل نومهم و جعلوني فيها الذئب الذي إفترس جديان العنزات.
سئمت العيش في غربة الوطن .... و أكبر غصّة غربة الوطن.... ففكرت بالرحيل....  بعيدا عين أعين الشامتين.... فلربما يصفو لي العيش و تحلو الحياة التي عكرتها فلسفة البشر و سطحية الافكار.
تفقدت جواز سفري فوجدته يلتحف رداءاً من غبار.... نفضته ثم عانقته فلا أراه الاّ جسرا يوصلوني إلى جنة الأحلام ، حيث تُفتح لي أبوابها المزخرفة بلغة العجم ....ألٍّج فيها برفق...و بين أشجارها الباسقة تتلقف يدي يداً ناعمة .... صاحبتها فائقة الجمال ....شقراء كما في الاحلام... تجذب يدها  يدي .... ثم نجري سوياً في مروجها الخضراء.
بدأت في جمع الأغراض .... كم كانت خفيفة .... و ألوانها الباهتة تُضيّق بهجة الصدور .... أول مرة أتذوق الألوان و أكتشف بعد دهر أنّي لست صاحب ذوق فيها.
حلّت لحظة الإعلان.... و بخطىً متثاقلة تشبه خطى الأسير المقيد بأغلال حديدية دخلت.....ناديت أمي بصوت حزين متقطع ترافقه غصة في القلب.... و كعادتها جاءت مسرعة تلبي النداء و كأنّ بساط الريح يحملها "اي بني أطلب ، روحي فداك".... ارتعش لساني.... و بدأت معركة السيطرة عليه شبه مستحيلة.... و على حين غرّة من مشاعري قلت " أمي أريد الرحيل " .
ارتعدت ....ثم تسمرت... و أطبقت السماء على قلبها الرهيف !!!
تناولت يدها بلطف و رحت أشرح لها واقعي .... أنا جثة وسط الشامتين.... مُفلس في عيون الناقدين.... رقم بطالة  في سجلات المسؤولين.... لست فارس احلام تتمناه العاشقات .... بقائي موت و رحيلي حياة.... إقتنعت أو تظاهرت لا أدري ؟
دعت لي في شهادتي – و في الغيب كم انال من دعوات - .... قبلتها على ورأسها و يدها... وضممتها ضمة الوداع....و عيني تدافعها العبرات ...رافقني أخي الى حيث الباب.......إلتفت....و ياليتني ما ألتفت!.... رأيتها مُتسمرة ترمق خطايا بعين حزينة.... ودمعها الغالي ينسكب معلناً بداية قصة حزنها الذي لا ينتهي.


ابوعاصم الجزائري

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

الجزائر تتخندق في صف أعداء الشعب السوري مجدداً


ضربت الحكومة الجزائرية مجدداً موعداً مع الخذلان الغريب عن أصولها و معتقدات مؤسسي دولتها الأوّل ، بعد أن ادارت ظهرها للمبادرة العربية بقيادة المملكة العربية السعودية و قطر لحقن دماء الشعب السوري المقتول، و ولت وجهها مجددا شطر معسكر اعداء الشعب السوري بقيادة روسيا بوتين و ايران الملالي، متخندقة في صفٍ غارقٍ حتى الركب في دماء الابرياء من النساء و الاطفال...ولاعجب من بلدان كالعراق و لبنان أن تغرد في سرب الطائفية الممقوتة     ، فالكل يعلم  انّ العراق يوجه دفة الحكم فيه حكومة الملالي الخفية التي تُحرك الدُمى في بغداد لتحقيق المصالح الرافضية....و لبنان يسيطر على مفاصل الحكم فيه حزب اللات ، و يوجه بوصلته السياسية وِجهة معابد النار الفارسية....و إن قل العجب في مصر فمصر قد باعت من قبل ....و لكن العجب فيك ياجزائر.
قرأت في مدارسها السنون تلو السنون...كُتبت حروفها على هويتي....ونُقش تنوينها في قلبي....وكم شدنّي انغام نشيدها المزلزل....نشيد الثائرين....ودرست تاريخها تاريخ المقاومين الذين يعشقون الموت من اجل الحرية....و أوصونا مشددين أن قفوا الى جانب الشعوب المقهورة و الأنفس المقتولة....ثم بعد الاستدمار اعتنقنا ذاك الشعار "حق الشعوب في تقرير مصيرها" و غازلت أرواحنا فلسفته ...و تناثرت أقلمنا لدعمه...و صاغ رؤسائنا أقدس شعار .... يتلوه الصغار قبل الدخول الى المدارس " نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".... تغذينا من معانيه حتى صرنا رجالا.
اشتد عودنا و التفت حوله عصبة من المبادئ يصعب كسرها في اجتماع .... كنا نلتقي عند التلة نتبادل الهموم قبل العبارات....و تسبح ألسنتنا في بحر الأمة ، تتذوق أمالها و تبكي آلامها....و تتصيد كل حسن تراه ينفعها و لو معنوياً فتضيفُه الى زادها القليل.... ثم ننقل للاطفال بعضاً من حديثنا.... نحقنهم من مصل المقاومة ، و ندفع به عنهم سرطان الذّل الذي كنا نرى أننا محصنون منه في الوقت الذي أصاب جمع كثير من بني العرب – ولم نكن نعلم أننا نحمل نفس الفيروس الخبيث لكنه لم يُرى في أول تحليل تم بمجهر مُعطل-
وبعد الثورة السورية طافت أرواحنا في السماء مع كل إزهاقٍ لروحٍ خرجت لأجل الذي خرج من أجله  أبائنا  يوما –اي الحرية- و دعينا النصر من ربّ السماء.... و إنتظرنا من ساستنا ممارسة طقوس العقيدة التي يقرؤنها في الدساتير.... و يُّعمِّلوا وصية الأباء  بالوقوف في صف المستضعفين .... وإذا بالحاضر يصفع أمالنا و يضاعف آلامنا التي نتشارك فيها مع إخواننا السوريين.... و يمحي من كتب التاريخ كل فضيلة قيلت على لسان المدرس....ويُقطع صفحات المبادئ و روح الإباء.... و يكتب على جداران سياستنا عبارة " عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول" تلك الشماعة التي أصبحنا نُعلق عليها حقيقة تنصلنا من المسؤولية إتجاه اخواننا المطحونين في كل شارع و ضيعة .
ابوعاصم الجزائري