الجمعة، 2 ديسمبر 2016

الجزائر تتخندق في صف أعداء الشعب السوري مجدداً


ضربت الحكومة الجزائرية مجدداً موعداً مع الخذلان الغريب عن أصولها و معتقدات مؤسسي دولتها الأوّل ، بعد أن ادارت ظهرها للمبادرة العربية بقيادة المملكة العربية السعودية و قطر لحقن دماء الشعب السوري المقتول، و ولت وجهها مجددا شطر معسكر اعداء الشعب السوري بقيادة روسيا بوتين و ايران الملالي، متخندقة في صفٍ غارقٍ حتى الركب في دماء الابرياء من النساء و الاطفال...ولاعجب من بلدان كالعراق و لبنان أن تغرد في سرب الطائفية الممقوتة     ، فالكل يعلم  انّ العراق يوجه دفة الحكم فيه حكومة الملالي الخفية التي تُحرك الدُمى في بغداد لتحقيق المصالح الرافضية....و لبنان يسيطر على مفاصل الحكم فيه حزب اللات ، و يوجه بوصلته السياسية وِجهة معابد النار الفارسية....و إن قل العجب في مصر فمصر قد باعت من قبل ....و لكن العجب فيك ياجزائر.
قرأت في مدارسها السنون تلو السنون...كُتبت حروفها على هويتي....ونُقش تنوينها في قلبي....وكم شدنّي انغام نشيدها المزلزل....نشيد الثائرين....ودرست تاريخها تاريخ المقاومين الذين يعشقون الموت من اجل الحرية....و أوصونا مشددين أن قفوا الى جانب الشعوب المقهورة و الأنفس المقتولة....ثم بعد الاستدمار اعتنقنا ذاك الشعار "حق الشعوب في تقرير مصيرها" و غازلت أرواحنا فلسفته ...و تناثرت أقلمنا لدعمه...و صاغ رؤسائنا أقدس شعار .... يتلوه الصغار قبل الدخول الى المدارس " نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".... تغذينا من معانيه حتى صرنا رجالا.
اشتد عودنا و التفت حوله عصبة من المبادئ يصعب كسرها في اجتماع .... كنا نلتقي عند التلة نتبادل الهموم قبل العبارات....و تسبح ألسنتنا في بحر الأمة ، تتذوق أمالها و تبكي آلامها....و تتصيد كل حسن تراه ينفعها و لو معنوياً فتضيفُه الى زادها القليل.... ثم ننقل للاطفال بعضاً من حديثنا.... نحقنهم من مصل المقاومة ، و ندفع به عنهم سرطان الذّل الذي كنا نرى أننا محصنون منه في الوقت الذي أصاب جمع كثير من بني العرب – ولم نكن نعلم أننا نحمل نفس الفيروس الخبيث لكنه لم يُرى في أول تحليل تم بمجهر مُعطل-
وبعد الثورة السورية طافت أرواحنا في السماء مع كل إزهاقٍ لروحٍ خرجت لأجل الذي خرج من أجله  أبائنا  يوما –اي الحرية- و دعينا النصر من ربّ السماء.... و إنتظرنا من ساستنا ممارسة طقوس العقيدة التي يقرؤنها في الدساتير.... و يُّعمِّلوا وصية الأباء  بالوقوف في صف المستضعفين .... وإذا بالحاضر يصفع أمالنا و يضاعف آلامنا التي نتشارك فيها مع إخواننا السوريين.... و يمحي من كتب التاريخ كل فضيلة قيلت على لسان المدرس....ويُقطع صفحات المبادئ و روح الإباء.... و يكتب على جداران سياستنا عبارة " عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول" تلك الشماعة التي أصبحنا نُعلق عليها حقيقة تنصلنا من المسؤولية إتجاه اخواننا المطحونين في كل شارع و ضيعة .
ابوعاصم الجزائري


0 التعليقات:

إرسال تعليق