الجمعة، 23 ديسمبر 2016

من حقي أن أعبّر...فلما تحرموني؟


كم كانت فرحتي لا توصف قبل ذلك التاريخ ...و كأنه بداية ميلاد كاتب غير منتظم...اسمه المدون حيث لا قواعد تحكمه حروفه  و لا حدود تضبط أفكاره ...فهو يمارس طقوس الكتابة خارج هذا العالم المفبرك بأكاذيب عدّة...و هو لا يحتاج ليُرى براعة تحليقه في سماء التدوين إلا منصة  تحيطها الاضواء من كل جانب حتى يُظن ان ابرة الخياط فيها كومة قشٍ كبيرة اذا لم تُعثرك لا تجاوز نظرك.
اعود لذلك التاريخ وهو تاريخ انطلاق الكتابة على "مدونات الجزيرة" الذي انتظرناه بصبر لعلنا نجد من يوصل أصواتنا لمن يبحث عن فكرة – أية فكرة – وبشغف تتبعنا الطيف... تتبعناه كما يتبع الظل صاحبه...واعلنت البداية فأعلنا  الحياة في ظلال الاقلام ...بدأنا التدوين الحربشغف...وعقدنا قراننا على اوراق الكتابة البيضاء...وأقلام الرصاص تداعبها كل لحظة...و الاهل يشهدون على زيجتنا المشبوهة التي عزلتنا عنهم بعض الوقت.
أرسلنا المقال الاول دون أن نقرأ الفاتحة...ثم الثاني الذي عصرنا فيه لباب عقولنا...و الثالث زخرفناه بما جادت به اللغة العربية من بدائع...فهذا سجع يميل بالجمل لحد التراقص...وهذه كناية تنافس الالغاز...وهذا تعبير بسيط لا يخل بالمعنى وهذا...وهذا
ثم جلسنا عند حواسيبنا خاشعين ...ننتظر الرد...و فتحنا البريد الالكتروني الذي عشعشت على أطرافه خيوط العناكب الرقمية دهرا طويلا...نترقب جملة ألفناها في التدوينات القصيرة " يسر موقع مدونات الجزيرة اعلامكم بأنه تم نشر تدوينتكم" لنحس ذاك الاحساس الذي لا نستطيع التعبير عنه.
ثم ماذا ...لا حلم جميل عند الجزيرة... المقال الاول منشور... المقال الثاني مهجور- لا ردود حول مصيره المجهول كمصير الشعوب العربية المغلوبة....المقال الثالث مفقود لم نعثر له على خبر – لعل أحد أجهزة الاستخبارات العربية خطفته و هو قابع في أحد زنازينها هذه اللحظة- و المقال الرابع ربما لم يجد عنوان الجزيرة أصلا...ثم بدأت دقات الساعة تتسارع معلنة موعد ايقاض هذا الطامح من حلمه الجميل.
لكن ساعة النهاية لم تحن بعد...فاللسان طويل و الاصابع تتحرك و المداد لم يجف بعد...و لا نظنه يجف يوما و ارواحنا تجوب الاضلع...ولن يسكت هذا القلم الا وجاءت سكرة الموت بالحق.
         



0 التعليقات:

إرسال تعليق